تأثير الحروب على التطور التكنولوجي ودور التكنولوجيا في حروب الجيل الرابع 2025
على الرغم من أن الحروب لا يحبها الإنسان، إلا أن الطبيعة البشرية والتفاعلات المختلفة بين جميع الدول والحضارات والثقافات جعلت هناك الكثير من تضارب المصالح، مما أدى ذلك إلى الحروب، وعبر موقع شوف 360 الإخباري سنتعرف على تأثير الحروب على التطور التكنولوجي ودور التكنولوجيا في حروب الجيل الرابع.
تأثير الحروب على التطور التكنولوجي
محتوي المقالة
كل عصر له نوعه الخاص من الحرب، وظروفه المعينة وأفكاره الخاصة به، ويتأثر التغير في شكل الحرب بعدة عوامل كبيرة، من أهمها التطور التكنولوجي، وخاصة مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
والذكاء الاصطناعي له انعكاسات وتأثيرات رئيسية في مختلف جوانب الحياة، حيث كان من أهم أسباب جعل الحروب أكثر تدميرًا وفتكًا.
حيث ساهمت التكنولوجيا في تقليل الاعتماد المكثف على القوى البشرية، لتحقيق الأهداف العسكرية، وجعلت الحروب أكثر دقة وكفاءة.
ومن أمثلة التطور التكنولوجي الذي حدث وساهم في التأثير على الحروب هو الآتي:
- الطائرات بدون طيار.
- الصواريخ التي توجه بدقة.
- الروبوتات القاتلة.
مفهوم حروب الجيل الرابع
وقد تم استخدام هذا المصطلح لأول مرة في عام 1989 من قِبل فريق من المحللين الأمريكيين، ويطلق على حروب الجيل الرابع اسم “الحروب اللا متماثلة، Asymmetric Warfare “، أو الحروب غير المتكافئة والتي تعني وفقًا لأكاديمي عسكري أمريكي أنها الحروب التي تعتمد على نوع من التمرد تستخدم فيه القوات غير النظامية كل الوسائل التكنولوجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بهدف إجبار الخصم الذي على التخلي عن سياسته وأهدافه الاستراتيجية.
أما المُحاضر في معهد الدراسات الاستراتيجية بكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي، فيُعرف حروب الجيل الرابع بأنها الحرب التي تكون بالإكراه، وتعمل على إفشال الدولة وزعزعة استقرارها، ثم فرض واقع جديد يراعي المصالح الأمريكية.
وتستهدف حروب الجيل الرابع بشكل أساسي القطاع المدني للدولة عن طريق استخدام استراتيجية الهدم من الداخل، من خلال توسيع الخلافات داخل مكونات الدولة وتدميرها لتتآكل ببطء، ولعل الاتحاد السوفيتي السابق كان من أبرز من تعرض لذلك النوع من الحروب.
أهداف حروب الجيل الرابع
تتعدد أهداف حروب الجيل الرابع، ومن هذه الأهداف الآتي:
- إنهاك المؤسسة العسكرية لتتدمر ببطء وفي النهاية إرغام الدولة المستهدفة على تنفيذ ما تريده الجهات التي تقف وراء تلك الحرب.
- تحويل الدولة المستهدفة إلى دولة فاشلة، وذلك عن طريق عملية تحدث بخطوات يتم تنفيذها ببطء شديد باستخدام مواطني الدولة نفسها.
- تحقيق نفس أهداف الحروب التقليدية.
- تجنب مشكلات ما بعد الحروب التقليدية، مثل الروح العدائية ضد الدولة المعتدية.
- تفتيت مؤسسات الدولة بالكامل.
دور التكنولوجيا في حروب الجيل الرابع
والتكنولوجيا لها دور كبير في حروب الجيل الرابع، وهذا الدور يتمثل في الآتي:
1- الإعلام الرقمي
يعتبر الإعلام هو أقوى أسلحة حروب الجيل الرابع، وخاصًة وسائل الإعلام الجديد، وتحديدًا مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت أشبه بإدمان إلكتروني جديد لدى الملايين من سكان العالم، ووسيلة رائعة لنشر الشائعات واستخدام الحرب النفسية على أوسع نطاق بتضخيم الأخطاء الصغيرة الفردية، وتسفيه الإنجازات والانتصارات الكبيرة.
ويستخدم الإعلام من قبل الدول الفاعلة في حروب الجيل الرابع للتأثير على مواطني الدولة المستهدفة وكسب تعاطفهم، بهدف توجيه الصورة الذهنية لدى هذه الشعوب بما يخدم أجندتها في مقابل التنفير من النظام الحاكم، الأمر الذي من شأنه زعزعة أركان الدولة، ويجعل الإعلام أداةً أكثر فتكًا من الجيوش العسكرية.
2- الفضاء الإلكتروني
ساعدت شبكات الإنترنت في إيجاد قدرة عالية وسريعة على الحشد، تستطيع تنظيم احتجاجات واضطرابات يتم توجيهها من قِبل أجهزة استخبارات أجنبية.
بالإضافة إلى ذلك، صاحب تزايد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تبلور عدد من الظواهر السلبية ذات الصلة بحروب الجيل الرابع، مثل تحريف الحقائق، ونشر الشائعات، واستخدام التنظيمات الإرهابية فضاء التواصل الرقمي من أجل تجنيد واستقطاب الشباب من أجل استهداف بنية الدولة وزعزعة استقرار الأنظمة السياسية.
كما تطورت آليات الحرب النفسية نتيجة التطور التكنولوجي في طرق وأساليب الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، وتبلورت هذه الأساليب في العمل على هدم النظم والأسس والمبادئ التي تقوم عليها الدول بالتشكيك والشائعات، أو جذب مجموعة من الشباب بالخداع والتضليل للعمل ضد الدولة.
فهذه الحروب تستهدف الأفراد وتسعى إلى التلاعب بمدركاتهم، وإثارة سخطهم على الأوضاع القائمة بغرض الانتقاص من شرعية الحكومات ونظم الحكم القائمة، والتشكيك في مصداقية وسائل الإعلام التقليدية من خلال إثارة التوترات المجتمعية.
التكنولوجيا لها نفع وآثار جانبية كثيرة، ولكن في المقابل أضرارها وجوانبها السلبية لا تعد ولا تحصى، فأثرت التكنولوجيا بشكل كبير على الحروب، وأدت من زيادة خطورتها على الشعوب والعلم بأكمله.